السلام عليكمورحمة الله وبركاته
أصدقاء الموتى.. !! بقلم: عبدالرازق المنصوري
فتح لهم باب الشقة , وعانقهم مرحبا كعادته .
لقد كانوا بعض الأصدقاء القدامى , وأغلبهم من أماكن بعيدة المسافة عن طبرق .
بعد أن أدخلهم لصالة الاستقبال , وقام بجميع فروض الاستقبال الليبي المعتادة , سألهم مبتسما كعادته ( من مات هذه المرة ) . بعد أن علمته الحياة أنهم لن يأتوا لزيارة الاحياء .
( لقد مات ( س ) أرجو أن تكون لازلت تذكره ). قال أحد الأصدقاء مبتسما هو كذلك .
تذكره الآن , وتذكر تلك الأيام الجميلة , ولكنه أحس برغبة في البكاء فهو لم يراه ولم يفكر في زيارته منذ أكثر من خمس سنوات , مع أن المرحوم ( س ) كان يعيش قريبا منه , ولكنه لم يبكى .
وقف بجانب الأصدقاء في الطابور الأول لصلاة الجنازة على المرحوم ناظرا إلى الأرض , وخشية أن يرى ذلك التابوت الذي يحوى جثمان ( س ).
ودع أصدقائه , بعد أن قاموا ولمدة ثلاثة ليالي بالجلوس على الكراسي البيضاء لعزاء المرحوم .
كعادتهم دائما .
أوقف سيارته تلك الليلة في نفس المكان , في ذلك الشارع الضيق الذي تقع فيه العمارة التي يسكن إحدى شققها .
جلس على رصيف تلك العمارة , متأملا ً ذلك الشارع الضيق مفكراً أين ستقام تلك الخيام , عندما يأتى ذلك اليوم , والذي سيأتي فيه جميع الأصدقاء للعزاء , متأملاً باب العمارة الضيق , والذي سيجعل إخراج التابوت الذي يحوى جثمانه أمراً صعباً على الأصدقاء عندما يأتون كعادتهم دائماً .
لم يستطيع النوم مبكراً كعادته تلك الليلة , وترك سريرة وجلس على كرسى مكتبه , ناظراً إلى أسمه في شهادة الدكتوراه من إحدى الجامعات الأمريكية المعلقة على الجدار الأبيض أمامه .
أخرج إحدى الكراسات من المكتب , والتي كان يستعملها لتسجيل الأموال التى يملكها في هذه الحياة حتى الآن .
وبعد أن قام بمراجعة ورقات تلك الكراسة , وجد أن رصيده قد بلغ مائة ألف دينار , وقد كان قبل تلك الليلة قد جعل ذلك الرصيد كاحتياطي لمن يريد من أبنائه أن يكمل تعليمه .
خرج صباح اليوم التالي , وبعد أن قام ببعض الأعمال , ذهب لمقابلة أحد تجار العقارات في المدينة , وأخبره بأنه يريد شراء منزل , على شرط أن تكون أمامه إحدى الساحات العامة .
أستغرب تاجر العقارات ذلك الشرط , فجميع زبائنه السابقين ينظرون دائما لحالة المنزل , و لكنه ابلغه بأنه سيتصل به متى وجد ذلك الشرط .
بعد ذلك الصباح بحوالي شهر أتصل به تاجر العقارات , طالبا منه أن يقابله بعد الظهر , لكى يريه أحد المنازل التى استطاع أن يجدها حتى ذلك اليوم محققاً لذلك الشرط الخاص الذي طلبه .
نزل من سيارة التاجر أمام ذلك المنزل , والتاجر يحدثه عن أن تصميم ذلك المنزل لا يعجبه , ولكنه أجاب بعد أن ترك التاجر متجهاً إلى تلك الساحة العامة أمام المنزل بأن المنزل لا يهمه كثيراً , والمهم عنده الآن هو حالة هذه الساحة .
وقف في منتصف الساحة , والتي كانت مساحتها أكبر من ملعب كرة قدم , وأرضيتها لا زالت سليمة وبها أعمدة كهرباء , وكل عمود في قمته اثنان من الكشافات القوية .
رجع إلى التاجر أمام المنزل , وابلغه بموافقته على شراء ذلك المنزل , حتى وهو لم يراه حتى الآن من الداخل , غير منتبه للطريقة التى كان التاجر يراقب بها تحركات ذلك الزبون الغريبة .
قام تلك الليلة بتوقيع صك بمبلغ تسعين ألف دينار ثمنا لذلك المنزل , وبعد ذلك قام بزيارة تلك الساحة في الليل و رأى أن قوة الإضاءة بها تجعلك ترى الإبرة على الأرض , وقد أسعده ذلك .
وفى تلك الليلة الأخيرة في شقته تلك التى كان يحبها كثيراً , استطاع لأول مرة منذ أكثر من شهر أن ينام بدون أن يشعر بالأرق كعادته السابقة , حالما بتلك الساحة التى ستنصب عليها الخيام من أجل أصدقائه الذين سيأتون من أجله في ذلك اليوم من كل مكان من هذا العالم .
تحياتي للجميع
أصدقاء الموتى.. !! بقلم: عبدالرازق المنصوري
فتح لهم باب الشقة , وعانقهم مرحبا كعادته .
لقد كانوا بعض الأصدقاء القدامى , وأغلبهم من أماكن بعيدة المسافة عن طبرق .
بعد أن أدخلهم لصالة الاستقبال , وقام بجميع فروض الاستقبال الليبي المعتادة , سألهم مبتسما كعادته ( من مات هذه المرة ) . بعد أن علمته الحياة أنهم لن يأتوا لزيارة الاحياء .
( لقد مات ( س ) أرجو أن تكون لازلت تذكره ). قال أحد الأصدقاء مبتسما هو كذلك .
تذكره الآن , وتذكر تلك الأيام الجميلة , ولكنه أحس برغبة في البكاء فهو لم يراه ولم يفكر في زيارته منذ أكثر من خمس سنوات , مع أن المرحوم ( س ) كان يعيش قريبا منه , ولكنه لم يبكى .
وقف بجانب الأصدقاء في الطابور الأول لصلاة الجنازة على المرحوم ناظرا إلى الأرض , وخشية أن يرى ذلك التابوت الذي يحوى جثمان ( س ).
ودع أصدقائه , بعد أن قاموا ولمدة ثلاثة ليالي بالجلوس على الكراسي البيضاء لعزاء المرحوم .
كعادتهم دائما .
أوقف سيارته تلك الليلة في نفس المكان , في ذلك الشارع الضيق الذي تقع فيه العمارة التي يسكن إحدى شققها .
جلس على رصيف تلك العمارة , متأملا ً ذلك الشارع الضيق مفكراً أين ستقام تلك الخيام , عندما يأتى ذلك اليوم , والذي سيأتي فيه جميع الأصدقاء للعزاء , متأملاً باب العمارة الضيق , والذي سيجعل إخراج التابوت الذي يحوى جثمانه أمراً صعباً على الأصدقاء عندما يأتون كعادتهم دائماً .
لم يستطيع النوم مبكراً كعادته تلك الليلة , وترك سريرة وجلس على كرسى مكتبه , ناظراً إلى أسمه في شهادة الدكتوراه من إحدى الجامعات الأمريكية المعلقة على الجدار الأبيض أمامه .
أخرج إحدى الكراسات من المكتب , والتي كان يستعملها لتسجيل الأموال التى يملكها في هذه الحياة حتى الآن .
وبعد أن قام بمراجعة ورقات تلك الكراسة , وجد أن رصيده قد بلغ مائة ألف دينار , وقد كان قبل تلك الليلة قد جعل ذلك الرصيد كاحتياطي لمن يريد من أبنائه أن يكمل تعليمه .
خرج صباح اليوم التالي , وبعد أن قام ببعض الأعمال , ذهب لمقابلة أحد تجار العقارات في المدينة , وأخبره بأنه يريد شراء منزل , على شرط أن تكون أمامه إحدى الساحات العامة .
أستغرب تاجر العقارات ذلك الشرط , فجميع زبائنه السابقين ينظرون دائما لحالة المنزل , و لكنه ابلغه بأنه سيتصل به متى وجد ذلك الشرط .
بعد ذلك الصباح بحوالي شهر أتصل به تاجر العقارات , طالبا منه أن يقابله بعد الظهر , لكى يريه أحد المنازل التى استطاع أن يجدها حتى ذلك اليوم محققاً لذلك الشرط الخاص الذي طلبه .
نزل من سيارة التاجر أمام ذلك المنزل , والتاجر يحدثه عن أن تصميم ذلك المنزل لا يعجبه , ولكنه أجاب بعد أن ترك التاجر متجهاً إلى تلك الساحة العامة أمام المنزل بأن المنزل لا يهمه كثيراً , والمهم عنده الآن هو حالة هذه الساحة .
وقف في منتصف الساحة , والتي كانت مساحتها أكبر من ملعب كرة قدم , وأرضيتها لا زالت سليمة وبها أعمدة كهرباء , وكل عمود في قمته اثنان من الكشافات القوية .
رجع إلى التاجر أمام المنزل , وابلغه بموافقته على شراء ذلك المنزل , حتى وهو لم يراه حتى الآن من الداخل , غير منتبه للطريقة التى كان التاجر يراقب بها تحركات ذلك الزبون الغريبة .
قام تلك الليلة بتوقيع صك بمبلغ تسعين ألف دينار ثمنا لذلك المنزل , وبعد ذلك قام بزيارة تلك الساحة في الليل و رأى أن قوة الإضاءة بها تجعلك ترى الإبرة على الأرض , وقد أسعده ذلك .
وفى تلك الليلة الأخيرة في شقته تلك التى كان يحبها كثيراً , استطاع لأول مرة منذ أكثر من شهر أن ينام بدون أن يشعر بالأرق كعادته السابقة , حالما بتلك الساحة التى ستنصب عليها الخيام من أجل أصدقائه الذين سيأتون من أجله في ذلك اليوم من كل مكان من هذا العالم .
تحياتي للجميع
السبت ديسمبر 20, 2014 5:45 pm من طرف iworker
» ايفون6 وفايف اس وسامسونج واتش تي سي . وسوني . وايباد وتابلت للبيع للكميات ب 150 دولار
الأربعاء أكتوبر 22, 2014 1:10 pm من طرف شركه سبوت
» مشروع فيلل الهوارى
الأربعاء أبريل 09, 2014 2:40 am من طرف mody90
» مشروع فيلل الطلحية
الأربعاء أبريل 09, 2014 2:27 am من طرف mody90
» قصة قصيرة
الجمعة سبتمبر 27, 2013 12:02 am من طرف رانية توفيق
» قصة قصيرة
الخميس سبتمبر 26, 2013 11:56 pm من طرف رانية توفيق
» الوردة والندى ـ قصة قصيرة
الخميس سبتمبر 26, 2013 11:39 pm من طرف رانية توفيق
» قصة حب عبر النت.
الخميس سبتمبر 26, 2013 11:30 pm من طرف رانية توفيق
» للبيع جهاز امريكي حديث لكشف الصبغ والسمكره لجميع السيارات
الإثنين أغسطس 13, 2012 2:03 pm من طرف bossrek
» LEXUS LX 570 2010 MODEL WITH LOW MILEAGE
الأحد يوليو 01, 2012 2:45 pm من طرف alberted3